فـــــــــــــــــن التســــــــــويق(منقول من موسسة الوحدة)

إن فهم آلية التسويق أضحت حالة وواقعا في ظل تعاظم الانتاج وتعدد أنواعه وأشكاله لأنها تشكل الأساس لتصريف المنتج ولها اختصاصيون دورهم البحث عما يريده المستهلك وتكييف السلع وفق ذلك.

تلك البداية السليمة لتصريف أي إنتاج وترجمة الخطط الانتاجية على هذا الأساس من خلال فهم طبيعة الأسواق ومتطلباتها والأخذ بعين الاعتبار الرغبات والحاجيات والأذواق, وهذا ما نلاحظه في أسواقنا من سلع ومنتجات واردة إلينا من الأسواق الأخرى, فكل منا يتساءل كيف أدرك هؤلاء المنتجون برغباتنا وتقديرهم للاحتياجات الكفيلة بتصريف أية سلعة يروجون لها, ويأتي الجواب للنقطة التي بدأنا منها أنه توجد جهات عديدة مهمتها ايجاد حالة من التناغم والانسجام بين التسويق والانتاج.‏

مشكلة حقيقية في طريقة التفكير التي تسيطر على القطاعات الانتاجية لدينا حيث تتعامل بعقلية المنتج متناسية التسويق, وهذه حالة مهمة لعبت وتلعب دورا مهما في تراكم الانتاج والمخازين وتشكل نقطة ضعف لدى جميع القطاعات, بالرغم من المحاولات الجادة لايجاد شركات تعنى بعملية التسويق والتصدير.‏

الجميع يريد أن ينتج وان يصل إلى الاسواق العالمية لتصريف انتاجه رغم ان البعض لم يجد آلية لتصريف منتجاته في الأسواق الداخلية, ويمكن القول إن المنتج الذي يستطيع ان يتعرف ويكتشف رغبة المستهلك في مجتمعه لن يستطيع أن يلبي وينافس رغبة المستهلك في الأسواق الخارجية.‏

المنتجون لدينا يريدون المنافسة وبعضهم يحتج على الأشكال الضريبية أو الروتين.. والخ ربما تلعب هذه الأمور دورا ولكنها ليست السبب الرئيسي وقد يكون السبب هو الابتعاد عن فهم طبيعة المستهلك وماذا يريد.‏

انتاج زراعي في بعض الاحيان يتعرض للتلف أو الخسارة نتيجة عدم التصريف, منتجات صناعية تملأ المخازن, والشكوى حالة مستمرة علينا أن نتخلص من تعليق الاخطاء على شماعة الآخرين, على المنتج ان يفكر كيف يسوق انتاجة, وعلينا أن نتعلم مبدأ التخصص فلا يمكن أن يكون المنتج هو المسوق, لابد من ايجاد آلية لوجود شركات قادرة على الترويج والتسويق ومهمتها معرفة خصوصية الاسواق وتحديد الاحتياجات واعلام المنتج بذلك ليكيف امكانياته الانتاجية على هذا الأساس وبهذه الطريقة تكون البداية لايجاد نوع من التوازن بين الانتاج والتسويق.‏