سوني تطلق رصاصة الرحمة على القرص المرن

اعلنت شركة سوني اليابانية العملاقة للصناعات الالكترونية التي أنتجت العام الماضي اكثر من 12 مليون قرص مرن، انها ستوقف انتاجها ابتداء من العام المقبل. وبهذا القرار لن تبقى في السوق شركة مهمة تنتج هذه الأقراص التي رافقتنا منذ الأيام الأولى للكومبيوتر الشخصي.

ويُعد قرار سوني بمثابة المسمار الأخير في نعش الأقراص المرنة التي ساعدت المستخدمين منذ نشوئها في عام 1971 لحفظ الوثائق والصور والمعلومات بطريقة سهلة من حيث التنظيم وفق مواصفات محدَّدة.

ولكن القرص المرن أصبح في السنوات الأخيرة باليا عفى عليه الزمن بسبب سعته المحدودة لحفظ المعلومات بالمقارنة مع ما يمكن حفظه على قرص مدمج أو اصبع ذاكرة "فلاش ميموري". فان أحدث الأقراص المرنة لا تزيد سعة تخزينها على 2 ميغابايت رغم ان سعة الغالبية منها أقل منذ ذلك، بالمقارنة مع 4 أو حتى 8 ميغابايت يستطيع المستخدم ان يشتريها الآن على اصبع "فلاش ميموري" اعتيادي. ويزيد هذا 200 أو 4000 مرة على أكبر قرص مرن.

وتنقل صحيفة الديلي تلغراف عن كات هانفورد التي تعمل محررة مشاركة في موقع غيزمودو Gizmodo المتخصص بالتكنولوجيا الحديثة انها تعجبت لوجود اشخاص ما زالوا يستخدمون الأقراص المرنة مشيرة الى ان آخر مرة استخدمت فيها قرصا مرنا حين كانت تلميذة في المدرسة. ولكنها تعترف بأن الأقراص المرنة ما زالت رائجة في اليابان والهند.

بيع في اليابان العام الماضي 12 مليون قرص مرن. على الرغم من ان هذا الرقم يشكل 25 في المئة من مستخدمي الكومبيوتر الشخصي، الا ان اجمالي سعة تخزين هذه الملايين الاثني عشر التي لا تزيد سعته على 1 ميغابايت، تبلغ 17 تيرابايت من المعلومات (تيرابايت يساوي الف غيغابايت). وقالت هانفورد ان هذا يعادل حفنة من السواقات الصلبة في حين ان بالامكان شراء نصف تيرابايت على اصبع ذاكرة "فلاش ميموري".

وحين بدأت شركة "أم بي آي" انتاج القرص المرن في عام 1971 كان القرص بعرض نحو 20 سنتمترا ثم أخذ يصغر حتى بات الجيل الأحدث منها بعرض يقل عن 9 سنتمتر. وبحلول عام 1996 كان قيد الاستعمال نحو 5 مليارات قرص مرن. ولكن ظهور الـ"دي في دي" أو الأقراص المدمجة كان ايذانا بأن أيام القرص المرن باتت معدودة. كما ان منافذ "فلاش ميموري" اتاحت خزن المعلومات وتبادلها بصورة أسهل.

واعلن ناطق باسم شركة سوني في بريطانيا ان الشركة أوقفت انتاج الأقراص المرنة في اوروبا منذ ايلول/سبتمبر عام 2009 بسبب هبوط الطلب وقال ان آخر ما باعته سوني من هذه الأقراص في اوروبا كان في آذار/مارس هذا العام